Tuesday, May 21, 2013

تجربة الصحوة!!

       أيوة .... فلنفترض جدلا ..... إن الكون اللي احنا فيه ده فيه صوت .... و الصوت ده ثابت بوتيرة و حدة و مبيتقطعش .... و إن الصوت ده موجود في كل مكان و بيأثر في كل حاجة بنفس المقدار .... مسمع في كل حتة و في كل مكان برة الإنسان و جوا الإنسان ... من آلاف السنين و الصوت ده موجود .... أجيال اتولدت و عاشت و ماتت و الصوت ده موجود .... السؤال بقا: هل لو جينا في مكان خلا و مفيش فيه أي صوت حولينا ممكن إننا نسمع الصوت ده؟

       أكيد هتقول لا مستحيل .... علشان طبلة الاذن بتتهز مع كل الأجسام في الكون بنفس التردد من ساعة متولدت فمش هتسمعها .. و ده إجابة منطقية جدا و صحيحة .. و لو جبنا أي جهاز قياس صوت مش حيقيس الصوت ده ... لإن هو متصفر أصلا و الصوت موجود. و لكن في الواقع الصوت موجود .... متقدرش تثبت و جوده و متقدرش تثبت عدم وجوده!
بس ممكن واحد يقولك طالما الكون كله بيتهز و بيطلع صوت مسمع في كل حتة بنفس المقدار .... يبقا الكون ثابت متهزش! ... لإن حدود الكون لما بتتحرك بتتحرك بالنسبة للعدم .... و العدم بيحيط بالكون في جميع الاتجاهات إلى ما لا نهاية ! .... يعني لو الكون اتحرك يمين اتنين سنتيمتر كله مع بعض .... مازال على يمينه مالا نهاية من العدم و على شماله ما لانهاية من العدم... يبقا ثابت! ..... حلو

      طيب نفترض افتراض تاني اسهل شوية ..... لو جبنا عيل من أول ميتولد و رحنا حطين جوا الودنين جهاز بيصدر صوت ثابت بوتيرة وحدة و مبيتقطعش .... و جينا بعد 15 سنة في أوضة فاضية و مفيش فيها أي أصوات .... لو جينا سألناه سامع حاجة ؟ .... هيكون سامع الصوت ؟
أكيد لأ لإن عقله صفر الأصوات و الصوت ده موجود ... الصوت ده متجاهل من العقل .... زي متكون في الأوضة بتاعتك و عقلك بيهمل صوت الساعة (مع الفرق ان صوت الساعة مش مستمر و متقطع) ....

      الولد ده عمره مهيعرف الحقيقة ..... إلا لو جينا في يوم و شيلنا من ودانه الجهازين اللي في ودانه ساعتها -و ساعتها بس- هيكتشف إن في سكون أكتر من السكون اللي كان عايش فيه ... وان هوا مكنش عايش في الحقيقة ... وان حواسه كانت بتخدعة ... وان عقله كان بيشتغله .... هي ده لحظة الصحوة .... ده لحظة الصحوة اللي فيها البني آدم بيخرج عن كل المألوف ... عن كل المسلمات اللي الناس متفقة عليها لمجرد إنهم ورثوها من اللي قبليهم و لإنهم عملوها من صغرهم و حيفضلو يعملوها و يسلمو بيها لحد ميموتو .... هي ده اللحظة اللي الانسان محتاج يراجع فيها نفسه و يراجع فيها أفكاره و مبادئه و سلوكياته ..... في طبعا نوعية من الناس مبتحبش تعيد اختبار و تجربة مسلماتها ..... عندهم كسل فكري .... و حب للغفوة ...

مروان عوض

يقول الإمام علي: "الناس نيام فإذا ماتوا استيقظوا" !

التعليم للسفهاء!!

        بكتب انهارده و أنا بكامل قواي العقلية - على ما اعتقد- و أنا ابن ال 21 سنة و على مشارف التخرج من الكلية (باقي شهر و نص و أناقش المشروع)، كلامي اللي جاي ده ممكن يزعل مني ناس كتيرة عزيزة عليا و يمكن يغير رأي ناس كتير فيا للأسوأ، فبنصح الأشخاص العاطفية اللي يعرفوني إنهم ميكملوش قراية بعد النقطة ده.

س1: ليه رحت المدرسة؟
ج: علشان أتعلم
س2: ليه رحت الجامعة؟
ج: علشان أكمل تعليمي
س3: و اتعلمت؟
ج1: اه اتعلمت....     
ج2: لا متعلمتش....


        طبعا اللي قالك لا متعلمتش ده واحد إمعة و لقا الناس كلها دخلت مدارس و كليات رح دخل و خلاص و ضيع سنين شبابه فإنه المفروض يخشهم و خلاص و ده مش حضيع وقتي معاه لإنه في الآخر حيعمل اللي المفروض يعمله و خلاص.كلامي بقا مع اللي بيقول اه اتعلمت.... الشخص المكابر ..... المجادل ... السفيه!!! فاكر يعني انه حصل من العلم كتير و ان هو جهبز زمانه في تخصصه........ إقرا كلامي للآخر يا سيادة السفيه...     بعد كل سنين التعليم اللي عشتها (و اللي عاشها غيري يعني مش حاجة مميزة اوي!)  قعدت مع نفسي بكل موضوعية أقيم آخر 16 سنة من حياتي، لقيت انهم عدو بلااااا اي قيمة تذكر.... وبلاااا أي هدف .... ترس في مكنة لا مؤاخذه .... بتحرك في اتجاه ثابت ... معروف ... حد حطهولي، و انا ماشي به،لدرجة إن الواحد بيصدق ان ده طريقه ... أو ميصدقش مش مشكلة كده كده هيفضل كده علشان كل الناس كده و هو ده الصح .... هو ده المفروض!     

       اكتشفت ان العلم اللي حصلته من خلال قراءاتي المتواضعة في الكتب خلال السنين اللي فاتت كانت أضعاف العلم اللي حصلته طول سنين عمري من المدارس و الجامعة (و مازال قليل جدا) .... أنا بندم على العمر اللي ضيعته في اللاشيء ... في اني بحضر حصص و محاضرات مفروض احضرها .... كنت بنام في معظمها ... او كنت بهرج فيها او كنت حتى بسمع فيها .... و الله انا بكتب و انا مقهور على السنين اللي راحت من عمري انا عملت ايه؟ لمين؟ في حياتي ... ولا حاجة ... ولا حاجة فعلا ... ولا حاجة لنفسي ولا حاجة لاخواتي و لا حاجة لأهلي و لا حاجة للمجتمع اللي انا فيه ...     و كمثال على العلم المتواضع اللي اتعلمناه: كانو بيقولولنا زمان إن المادة -أو الطاقة- لا تفنى و لا تستحدث من العدم (ده قانون بقاء الطاقة) ....... فاكرينه طبعا ... و المفروض ان هو بديهي جدا و مفهوم و منطقي و أولي و مجرد ..... اكتشفت بعد العمر ده كله ان ده كلام فارغ! ولا أساس له من الصحة! ايه البداهة اصلا في الموضوع ده ؟ ولا علشان بيتاخد في تانية ابتدائي و كل الناس خدته بقا بديهي؟ سفه!!!     

        أنا طالب علم كسول ... شبه خريج كلية علوم قسم جيولوجيا بترول ... لما تسأل عالم جيولوجيا ليه بيحصل زلزال ... يقولك علشان الصفائح التكتونية اتحركت ... ده مش إجابة .... لما تسأل طب ليه اتحركم .... يقولك علشان السوائل اللي عايمة عليها الصفايح اتحركت ده مش إجابة .... لما تسأل طب ليه بتتحرك السوائل؟ .... و يقولك علشان السائل بيتحرك بفرق الحرارة التقيل تحت و الخفيف فوق و اللي تحت يسخن و يخف و يطلع فوق ده مش إجابة .... كل اللي عمله انه رجع خطوة بالزمن لورا انت مجاوبتش على ليه الزلزال بيتعمل ولا ازاي ..... لما تبقى فاكر ان البني قادم بيشوف بالعين تبقى سفيه ... ولا المخ و لا العصب البصري و لا الضوء .... كل ده كلام للعوام السفهه ... اللي يعلم صح يعرف حقيقة الأشياء....     

       الغريبة ان بعد كل السنين ده رجعت للاجابة اللي كنت بكتبها في سنة أولى ابتدائي و المدرسة تقول عليا في ما معناه اني سفيه و سطحي ....ليه السما بتمطر؟ و ليه اليوم نصه ليل و نصه نهار؟ .... علشان ربنا عايز كده (أراد أو شاء)!!! ... هو ده مدخل العلم الحقيقي ... اعتبرها دعوة للقراءة ... دعوة للفلسفة ... دعوة للتصوف ... دعوة للتفكر ....... دعوة لعدم السفه.و سبحان مسبب الأسباب.


مروان عوض